تأملات في الجمعه العظيمه

يقول الراهب :

كانت الساعة تقترب من العاشرة صباح يوم الجمعة , وتمكنت بجهد كبير ان ادخل الى المكان المخصص للجلد فى دار الولاية ...

انتظرت قليلا حتى اتى الجنود الرومانيون المكلفون بجلد مخلصى الصالح ... ثم اتى مخلصى مع مجموعة اخرى من الجنود ... كانت علامات الاجهاد الشديد واضحة جدا على وجهه ... فلم ينم طيلة الليلة السابقة , وقد تعرض لآلام كثيرة فى بيت حنان وقيافا رئيسى الكهنة بالاضافة الى الحالة التى اصيب بها فى جثسيمانى ....

وحدث عندما رأيت مخلصى الصالح , انى صحت بصوت عال جدا بتسبحة البصخة " لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين "... وانتهرنى احدهم لآسكت ...

وتقدم جندى ليوثق مخلصى الصالح فى عمود ليجلد ... فتقدمت لمخلصى , وبدأت أجفف وجهه من قطرات العرق والدموع ... وتلاقت عينى الدامعة مع عينى مخلصى فى لحظات لا تنسى ... كان فى قلبى الكثير والكثير ... ولكن لسانى انعقد تماما .. فقط تكلمت عينى بكلام الدموع , وعزف قلبى بلحن الخشوع ...

وفجأة وجدت احد الجنود يدفعنى بعيدا لانهم سيبدأون فى جلد مخلصى الصالح ...

بدأ الجنود فى جلد الحبيب القدوس , وابتدأ جلد وعضلات ظهره يتهرأ ... فتقدمت الى الجندى الذى يجلد لآوقفه وامسك بيده , فدفعنى بعيدا ... فصرت اصرخ واصلى ليس بلسانى بل بكل كيانى واقول " لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد .. امين ياربى يسوع المسيح مخلصى الصالح ...

هكذا نلتقى مع ربنا يسوع المسيح فى اسبوع الآلام , ونسير مع فادينا القدوس فى درب الامه عنا خطوة خطوة ... فى مشاعره واحاسيسه والامه ... مترنمين مع معلمنا القديس بولس الرسول " لآعرفه ... وشركة الامه " ... فى 3 : 10 ...

ربى الحبيب القدوس

يامن دست المعصرة وحدك ... يامن جزت وادى الآلام والدموع ... وذبحت وانحنيت بالصليب من اجلى ومن اجل اخوتى بنى البشر ... من اجل خطايانا وقساوة قلوبنا , اكشف لنا يارب عن اغوار قلبك المفعمة حبا لنا ... تلك التى جعلتك تحتمل كل هذه الالام من اجلنا ... وانت مجروح من اجل خطايانا , ومسحوق من اجل اثامنا ... افتح يارب عيون قلوبنا الداخلية لترى اسرار صليبك المحيية ... فنترك كل ما للعالم , ونكرس لك حياتنا بالكمال ... مثل ذلك القديس الذى حينما سأل " لماذا كرست حياتك ؟؟ قال تسلمت خطابا مكتوبا بدم المسيح , يقول فيه " دعوتك بأسمك . انت لى " اش 43 : 1 ...

ربى الحبيب القدوس

اتطلع اليك يامخلصى الصالح , وانت معلق على عود الصليب واناجيك بقولى :

+ تاج على رأسك ابهى من تيجان الملوك +

+ دمعة فى عينك فيها عزاء , لكل من اتبعوك +

+ نظرة من عينك تفيض على البشرية حياة وسناء وهناء +

الرب معكم وكل سنة وجميع المشرفين والاعضاء بخير...

نيافة الانبا يؤانس الآسقف العام